الأمم المتحدة: ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين بالسودان 3 أضعاف في أسبوع

أعلن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن ارتفاع كبير في حصيلة القتلى المدنيين بالسودان خلال أسبوع واحد، حيث لقي ما لا يقل عن 275 شخصًا مصرعهم في الفترة من 31 يناير إلى 5 فبراير.

وذكر موقع أخبار الأمم المتحدة، اليوم السبت، أن البلاد شهدت تصعيدًا خطيرًا في العنف، إذ تجاوز عدد الضحايا 3 أضعاف العدد المسجل في الأسبوع السابق، عندما قتل 89 مدنيًا على الأقل.

وتصاعدت المخاوف من كارثة إنسانية متفاقمة، لا سيما في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وفقًا لمنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي.

تصاعد الهجمات في مناطق النزاع

شهد الأسبوع الجاري تكثيفًا للعمليات القتالية، حيث استمرت الغارات الجوية والقصف المدفعي والهجمات بالطائرات المسيَّرة في تدمير المناطق السكنية، وخاصة في الخرطوم، وشمال وجنوب دارفور، بالإضافة إلى شمال وجنوب كردفان.

وتعرضت مدينة كادقلي، عاصمة جنوب كردفان، لهجمات مكثفة، أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 80 ضحية مدنية، وسط تقارير تفيد باستخدام النساء والأطفال كدروع بشرية. في الوقت ذاته، تصاعدت المخاوف من اشتداد العنف في ولاية النيل الأزرق، مع ورود تقارير عن تعبئة جماعية للصراع هناك.

أكد المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، سيف ماجانجو، في بيان رسمي أن "الارتفاع الحاد في أعداد القتلى المدنيين يعكس المخاطر الجسيمة التي يواجهها السكان، في ظل فشل أطراف النزاع وحلفائهم في توفير الحماية اللازمة للمدنيين".

العاملون الإنسانيون في خطر

واجه العاملون في المجال الإنساني تهديدات متزايدة، حيث أفاد شركاء محليون بتعرض بعض المتطوعين لاتهامات خاطئة بالتعاون مع قوات الدعم السريع، مما جعلهم أهدافًا للترهيب والعنف.

وتلقى أحد العاملين في المجال الإنساني تهديدًا مباشرًا بالقتل، بينما قُتل ما لا يقل عن 57 متطوعًا منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023.

تزامن ذلك مع نقص حاد في الإمدادات الطبية، واستفحال أزمة الأمن الغذائي، خاصة في جنوب كردفان، حيث ترتفع معدلات سوء التغذية بين السكان.

دعوات دولية لحماية المدنيين

دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان جميع الأطراف المتصارعة إلى وقف الهجمات العشوائية، ووضع حد لأعمال العنف الموجهة ضد المدنيين.

وأكد المتحدث باسم المفوضية، سيف ماجانجو، أن "القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، إلى جانب الميليشيات المتحالفة معها، مطالبة باحترام التزاماتها وفق القانون الدولي، واتخاذ خطوات ملموسة لحماية المدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني والمدافعون عن حقوق الإنسان".

تظل الأوضاع في السودان قابلة لمزيد من التدهور ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية السكان المدنيين، ووضع حد للاعتداءات المتزايدة التي تهدد حياتهم ومستقبلهم.